نبذه عن الكذب عند الاطفال والمراهقين والكبار وطرق علاجه
الكذب عند الاطفال والمراهقين والكبار
الكذب يعد من الصفات الخبيثة التي تتعلق في شخصية الفرد , وهي مشكلة نفسية وتربوية وقد يذم المجتمع
الشخصيات التي تتسم بالكذب , وان الكذب امر يشغل بال الكثير من الاهالي عندما تكون هذه الظاهرة من مشكلات
ابنائهم ,ولاسيما اذا ارتبط أبنائهم في هذه الظاهرة في مرحلة المراهقة وما بعدها اي الكبر , لان الكذب ظاهرة
تدل على شخصية ضعيفة ذات مرض نفسي .
وذلك غير ان ديننا الاسلامي قد ذم الكذب وقد جعله رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) من اول آيات المنافقين
في حديثة الكريم الذي قال فيه
"آيات النافق ثلاث اذا حدث كذب واذا أؤتمن خان واذا وعد اخلف".
والكذب مفهوم واضح لا يختلف احد في تعريفه وتحديده رغم الاختلاف في كثير من الاحيان على مدى خطورته
اجتماعيا وحضاريا واخلاقيا ومدى حرمانيته دينيا الا انه في كل الاحوال يبقي اسمه كذبا مهما كان شكله او اسلوبه
او كثرة او قلة ضرره.
وبكل اختصار سوف اتحدث في ورقة العمل هذه عن : تعرف الكذب في الاصطلاح وعلم النفس – والكذب عند الاطفال اسبابه وطرق علاجه – الكذب عند المراهقين اسبابه وطرق علاجه – كذب الكبار .
- ما المقصود بالكذب:
- الكذب في الاصطلاح :هو الاخبار بالشيء علي خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا ام خطأ .
- الكذب في علم النفس: عرف "lie"اكذب على انه استجابة انفعالية يحاول الفرد عن طريقها استبعاد مصادر
ادانته او شعوره بالذب في حالة قوله الحقيقة .
وعرف كذلك بانه القول الذي لا يطابق الواقع مع تعمد الشخص الذي يكذب تضليل الاخرين ,او يقصد اخفاء
الحقيقة لأي سبب من الأسباب.
ويعرف بالجاذبية الاجتماعية وهو ما يسمى بالتأنين الواجهي اي ان المفحوص يميل الي تقديم نفسة في صورة
مقبولة اجتماعيا .
- اولا : الكذب عند الاطفال
الاطفال يكذبون للتهرب من المسؤولية ,او تجنبا للعقاب ,او للحصول على العطف والمحبة من الكبار ,او طمعا بتحقيق امر اخر , وقد يميل الطفل الى الزهو ولفت الانظار فلا يجد غير الكذب , او يقلد والديه , فقد يكذب الاهل امام اطفالهم على غير قصد .
تشغل ظاهرة الكذب بال الكثيرين من الاهالي الحريصين على اكساب اطفالهم القيم الأخلاقية الحسنة وابعادهم عن العادات السيئة ومنها الكذب
واول ما يجب على هؤلاء الاهل معرفته ان القدوة تلعب دورا هاما في هذا الموضوع ,فاذا سمع الطفل من والديه اقوالا وثبت كذبها اصبح الكذب عنده وسيلة يستخدمها بشكل عادي عند اللزوم بنفس الطريقة التي استخدمها الوالدان ومن هنا بات لزما على الاهل ان يحرصوا على ان يكونوا القدوة , حتى في الاحاديث مع الطفل نفسه , فاذا وعدناه فعلينا ان نفي بالوعد , وغالبية الاطفال يتعاملون ببراءة وصراحة في ردهم على اهلهم بعبارات – انتم تكذبون علينا – انت تكذبين يا ماما – انت تكذب يا بابا , ان استعمالات هذه التعابير لهي خير دلالة على ان الكذب هو وسيلة عادية مألوفة بالنسبة للطفل , ويمكن ان يوصف بها اي انسان حتى الام والاب؟!
والكذب عند الاطفال يتأثر بأمرين اثنين هما : طلاقة اللسان , والمهارة في عرض الحجج وخصوبة الخيال , التي تصل احيانا الى حد الاساطير الخارقة , وبالنسبة للطفل لا يجب ان يفهم كذبهم بنفس المستوى والمفهوم اللذين يعرفان عند البالغين ,فقد يكون الكذب عند الاطفال وسيله من وسائل بناء الذات .
- ومن انواع الكذب عند الاطفال :
- الكذب الإيهامي او الخيالي : يتصف هذا النوع من الكذب بالقصص الخيالية والتي يقوم بسردها الطفل من خياله .
وان هذه المرحلة ضرورية وستسقط هذه الاكاذيب الإيهامية بعد ان تزول الدوافع وتستبدل عن طريق الانتقال من المرحلة الوهمية الى المرحلة الواقعية , وستستبدل بعمل جدي واقعي .
- الكذب الإلتباسي : تلتبس فيه الحقيقة بالخرافة او الواقع بالواقع من ذلك النوع من الكذب الحالة التالية يشاهد الطفل احد المسلسلات التلفزيونية المصرية ,فيجذب انتباهه الممثل ":سمير غانم" ويعجب به وفي اليوم التالي يأتي لزيارتنا احد الزملاء يساله عن والده فيهرع مسرعا الي ليقول ان سمير غانم قد جاء لزيارتنا وهو شبه متأكد من كلامه نتيجة التشابه الظاهري الذي لم يجعله يميز بدقة كبيرة او ان يفكر في كيفية وسبب مجيئ : " سمير غنم " من مصر الى فلسطين الى بيتنا في الذات .
- الكذب الادعائي : هذا النوع من الكذب موجه لتعظيم الذات وقد يكون احيانا بمثابة مظهر للشعور بالنقص ومن امثال هذا النوع من الكذب مفاخرة ومبالغة بعض الاطفال بمراكز ابائهم او بمقتنياتهم وغلاء اثمانها ومن هذا النوع ايضا ادعاء المرض نتيجة شعور الطفل بعم الحنان والحاجة الى الحماية .
- علاج الكذب عند الاطفال
- ان تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة والجميع فيها صادقون , يشكلون قدوة حسنة ,ويصدقون مع اطفالهم
وان يفعلوا ما يقولون مستذكرين الآية الكريمة (كبر مقتا عند الله ان تقولو ما لا تفعلون )
- اذا اعترف الطفل بذنبة فلا داعي للقصاص لان من اعترف يجب ان يكافئ على هذا الاعتراف مع التوجيه الرقيق
شرط الا يستمر الوقوع في الكذب
- القيام بتشجيع الطفل على قول الصدق وترغيبه بالصدق وان الخير في الصدق ولا خير من الكذب كما قال بيت الشعر
العربي
الصدق في اقوالنا اقوى لنا والكذب في افعالنا افعى لنا
- التروي في الصاق تهمة الكذب بالطفل قبل التأكد لئلا يألف اللفظة ويستهين بإطلاقها.
- بعض الأراء التربوية في هذا المجال تشير ,انه من القواعد المتبعة في مكافحة الكذب , الا نترك الطفل يمرر كذبته
على الاهل او المدرسين , لان ذلك يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائما
- العدالة والمساوة بين الاخوة .
- تمكين ثقة الطفل بنفسة .
- المعالجة النفسية للمصابين بالعقد .
- التزود بالقيم الدينية .
- ثانيا : الكذب عند المراهقين
الكذب يصبح اكثر خطورة عندما ينتقل الطفل الي مرحلة المراهقة ,لان المراهقين يفعل ذلك عن وعي وادراك كامل للعواقب وتكمن خطورة هذه العواقب عندما يتعلق الامر بالواجبات المدرسية والخروج من المنزل وقيادة السيارة دون رخصة والتدخين والمخضرات والعلاقات الجنسية ,فاذا اكتشفت ان ابنك المراهق يكذب فحاول الاتفقد اعصابك وبادر بالحديث الي ابنك عما يحدث في حياته.
وهنا سؤال يطرح نفسة , ما الذي يدفع المراهق الي الكذب ؟
- عندما يكذب المراهق فليس ذلك مؤشرا لحدوث شيء خطر فربما يكذب لاحد الاسباب التالية:
-حماية خصوصيته :عندما يدخل الطفل الي سن البلوغ حيث انه بحاجه للانفصال والاستقلال عن الوالدين فربما يكذب الطفل المراهق اذا سالته عما فعله الليلة الماضية ليس لان مافعله يدل على فعل خاطئ بل فقط لاعتقاده انك ترد ان تعرف كل تفاصيل حياته.
- الاحساس بانه كبير :هناك لدي بعض الابناء بان الراشدين يتوقعون منهم ان يتصرفوا كالراشدين ويعاملونهم كأطفال والكذب حول تفاصيل يوم المراهق يمنحه شعورا بالسيطرة او القوة والاحتفاظ بشيء خاص به لبناء استقلاله وشخصيته.
-المحافظة على شعور الاخرين : فعندما يخبر المراهق صديقا انه لا يريد مرافقته لان لدية عمل في البيت ولايستطيع ان يخرج معه فلا يعني هذا انه يعني الكذب بل يعتقد انه يتعامل بلباقة
- لتجنب القيام بعمل ما : فالطفل الذي يكذب دائما بسبب الواجبات المدرسية لابد انه يواجه مشكلة في دراسته وهو يحتاج الى دروس تقوية او مساعدته لتنظيم دراسته ووقته .
- تجنب الوقوع في ماذق : وهو احد اهم اسباب الكذب عند المراهق الا ان له جانبا ايجابيا يعني ان المراهق يعرف الصواب والخطأ وهو يكذب لان مافعله او ينوي فعلة غير مقبول .
- علاج الكذب عند المراهقين :
- يجب ان يكون الاباء خير مثل يحتذي به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوه صالحة للأبناء .
- عدم عقاب المراهق على كل خطأ يرتكبه مثل تأخر عودة من المدرسة او زيارة لصديق دون اذن فانه سيضطر الكذب هروبا من العقاب .
- ان يكون للأهل دور في اختيار اصدقاء الابناء من خلال معرفتهم باهلهم , فصديق السوء قد يدفع بصاحبة ليس للكذب فقط انما الى تصرفات كثيره مرفوضة .
- ثالثا : الكذب عند الكبار
يصف علماء النفس الانسان الكذاب داخل خانة المرض النفسي وهذه الفئة غالبا ما تتسم بالجبن ولكن تتوفر على شخصية قوية تمكنها من مواجهة الاخر وفق قيم الصدق والشفافية والوضوح وهو عبارة عن مناورة دفاعية يكون سببها الخوف او عدم الثقة في مقوماته الخاصة والحقيقة وقدرته عبرها على تملك نصيبه من التقدير والاحترام الاجتماعيين فيسعى عبر سيلان الكذب الى استدرار هذا الاحترام الايل للزوال بمجرد اكتشاف حقيقته التي قد يفقد عبرها تقدير يحبطه بشكل اكبر ذلك ان عقوبة الكذاب ان لا احد صدقة حتى لو قال الحقيقة بقول المثل الفرنسي , حيث ان حبل الكذب قصير حسب الحكمة العربية ومن يتشبث بها يهوي في بداية الطريق .
- خلاصة القول :
من الوجه الفلسفية والتحليلية فالكذب لا يعتبر كذبا الا اذا توافرت النية والقصد في الموضوع , فالذين يقولون امورا علمية يتوهمون انها صحيحة وهي في الحقيقة خلاف ذلك لايمكن ان نعتبرهم كاذبين او ان الذي ينقل خبر على انه صحيح متوهما الصدق فيما يقول ويكون الخبر كاذبا فهذا ينطبق عليه القول المتعارف عليه ناقل الكفر ليس بكافر .
واستطيع ان اقول انا ومن وجهة نظري : ان الكاذبين في السن الكبير هم الذين تعودوا الكذب في الصغر ولم يجدوا موجها ولا معلما ومربيا يأخذ بأيديهم
اترك تعليقك